سياسات المملكة العربية السعودية الناجحة التي جعلتها مركز الريادة الابتكارية
سياسات المملكة العربية السعودية الناجحة التي جعلتها مركز الريادة الابتكارية
مع التطوّر والاستثمار العالميين المتسارعين في قطاعات التكنولوجيا، تبرز المملكة العربية السعودية كنظام بيئي قوي لريادة الأعمال الرقمية؛ إذ طورت المملكة فهمًا عميقًا للاستفادة من التحول الرقمي وتعظيم تأثيره. وقد أثمرت الجهود الواعية التي بذلتها المملكة لتحقيق التقدم التقني حتى أصبحت مركزًا تكنولوجيًا هامًّا على مستوى العالم والمستقبل.
المبادرات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لتصبح مركز التكنولوجيا المستقبلية
أطلقت المملكة العربية السعودية مؤخرًا العديد من المبادرات التي تهدف إلى جعل البلاد واحدة من أكثر الدول تقدمًا تقنيًا في العالم من خلال الاستثمار بكثافة في بناء نظام بيئي لتحقيق التحول الرقمي في عملياتها، بهدف بناء ثقافة الابتكار. وتأخذ تكنولوجيا المعلومات مركزًا أساسيًا ضمن الأجندات الاستراتيجية، والتي تشمل رؤية 2030. حيث توجّه هيئة الحكومة الرقمية رحلة التحوّل الرقمي في المملكة من خلال دعم الجهات الحكومية لتطوير ونشر وتنظيم الخدمات الحكومية الرقمية.
- الشباب عمود الابتكار
تفتخر المملكة العربية السعودية بعدد سكانها البالغ 33 مليون نسمة من الشباب والبارعين في مجال التكنولوجيا، مما يضع البلاد في مكانة وادي سيليكون بالنسبة للشرق الأوسط. فثلثا سكان المملكة تحت سن 35 عامًا، ممّا يوفر فرصة عظيمة للتكنولوجيا لدمج نفسها في تقدم البلاد حيث أن السكان لديهم اندفاعًا قوية للخدمات الرقمية، مساهمين في جعل المملكة نقطة جذب كبيرة للمستثمرين.
- سياسات تعزيز الابتكار
اجتذبت المملكة العربية السعودية أكثر من 9 مليارات دولار من الاستثمارات في تقنيات المستقبل. وقال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، عبد الله السواحة، إن مايكروسوفت ستستثمر 2.1 مليار دولار في سحابة عالمية فائقة التوسع، في حين تعهدت شركة أوراكل بمبلغ 1.5 مليار دولار لبناء منطقة سحابية جديدة في الرياض. ساهمت هذه السياسات في دفع الشركات العالمية للاستثمار في السعودية ونقل مقرها الإقليمي إلى الرياض للاستفادة من العقود الحكومية.
- الاستثمار لدعم الابتكار
أحد الأمثلة على استثمارات المملكة العربية السعودية في مستقبل التكنولوجيا هو كابل الرؤية السعودي، الذي يمتد لمسافة 1,160,000 متر وهو أول كابل بحري عالي السعة على الإطلاق في البحر الأحمر. سيوفر الكابل اتصالاً سلسًا يصل إلى 18 تيرابت في الثانية لكل زوج ليفي، مع إجمالي 16 زوجًا من الألياف.
- بنى تحتية قوية للتقنيات الابتكارية
افتتحت المملكة العربية السعودية مؤخرًا واحدًا من أكبر وأهم المشاريع حتى الآن: شركة Center3، المركز الإقليمي الرقمي الجديد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وستكون الشركة بمثابة المالك لجميع أصول البنية التحتية الرقمية لمجموعة stc، بما في ذلك مراكز البيانات والكابلات البحرية ونقاط التواجد الدولية ونقاط تبادل الإنترنت. والأهم من ذلك، أنه سيوفر ويمكّن الاتصالات الدولية لقطاع الاتصالات من خلال شبكة ألياف بصرية بحرية.
وفي الختام، فإن حكومة المملكة العربية السعودية ملتزمة بتأسيس نفسها كمركز تكنولوجي مستقبلي رئيسي. فمن خلال رؤية السعودية 2030، تعمل الحكومة على تعزيز بيئة تنظيمية داعمة باستثمارات كبيرة في البنية التحتية الرقمية لدعم نمو قطاع التكنولوجيا. ومع التركيز القوي على الابتكار وريادة الأعمال، تتمتع المملكة العربية السعودية بمكانة جيدة تؤهلها للظهور كمركز رائد في مجال التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط والعالم.